"أدري ان المقال شوي طويل لكن شي عجييييييب"
لو لم يكن لجائزة نوبل من فائدة سوى انها تعرفنا على اناس عظماء في هذا العالم لكفاها .. نوبل البارحة منحت جائزتها للسلام !! للبروفيسور البنغلاديشي
محمد يونس .. ويونس هذا هو صاحب فكرة
” بنك الفقراء ” والذي أصبح واقعاً مطبقاً في أغلب دول العالم الفقيرة ومنهجاً يدرس في أغلب جامعات العالم .. هو استاذ في الاقتصاد في احدى الجامعات البنغالية ترك منصبه ونظرياته العلمية التي لا تؤكل شعبه ولا حتى خبز جاف وخالف كل النظريات الاقتصادية التي تعلمها في الولايات المتحدة الامريكية عندما كان يحظر لشهاداته العليا هناك ، وأكتشف أن الحياة أبسط من أن يعقدها البشر بقوانين وأنظمة ونظريات لا تجلب للبشرية سوى المزيد من المعاناة واللآلام . كان البروفيسور محمد يونس يأخذ طلبته في جوله في القرى القريبه من الجامعه
في محاولة منه لتطبيق نظريات التنمية الاقتصادية عليها ! لم يكن يرى سوى الفقر المدقع وهو ينهش جسد ابناء تلك القرية ووقف عاجزاً وهو الخبير الاقتصادي عن ايجاد حل لمعظلة الفقر تلك ، ولوهلة ربما سأل نفسه سوالاً أتحدى أن يسأله الكثيرين من علماء هذا العالم وخبراءه
” ما قيمة العلم الذي تعلمته إذا لم أستطع به خدمة شعبي وأمتي ”. كان هذا السؤال هو المسيطر على فكر البروفيسور محمد حتى وجد الحل في تلك القرية التي زارها وكانت تعاني كما بقية مناطق بنغلادش من الفقر الشديد وقابل فيها تلك المرأة الفقيرة والتي قادته للاهتداء للحل . يقول البروفيسور محمد عن هذه الحادثة :
.
.
في عام 1972م، وهو العام التالي لحصول بنجلاديش على استقلالها بدأت بتدريس الاقتصاد في إحدى الجامعات. وبعد عامين أصيبت البلاد بمجاعة قاسية، وكنت أقوم في الجامعة بتدريس نظريات التنمية المعقدة، بينما كان الناس في الخارج يموتون بالمئات، فانتقلت إلى قرى بنجلاديش أكلم الناس الذين كانت حياتهم صراعًا من أجل البقاء، فقابلت امرأة تعمل في صنع مقاعد من البامبو، وكانت تحصل في نهاية كل يوم على ما يكاد فقط يكفي للحصول على وجبتين، واكتشفت أنه كان عليها أن تقترض من تاجر كان يأخذ أغلب ما معها من نقود. وقد تكلمت مع اثنين وأربعين شخصًا آخرين في القرية ممن كانوا واقعين في فخ الفقر، لأنهم يعتمدون على قروض التجار المرابين، وكان كل ما يحتاجونه من ائتمان هو ثلاثين دولاراً فقط. فأقرضتهم هذا المبلغ من مالي الخاص، وفكرت في أنه إذا قامت المؤسسات المصرفية العادية بنفس الشيء؛ فإن هؤلاء الناس يمكن أن يتخلصوا من الفقر. إلا أن تلك المؤسسات لا تقرض الفقراء، وبخاصة النساء الريفيات.
كان بامكان محمد يونس أن يجلس في مكتبه أو في قاعة محاضراته ويستمر بلعن الواقع الذي تعيشه بلاده أو ان يلقي باللائمة على موارد البلاد المحدوده وأنها سبب الفقر وانه لا مجال لتطبيق نظرية التنمية الاقتصادية مع وجود هذا الكم من المشاكل . صدقوني لن يلومه أحد على ذلك فجميع الاقتصاديين يؤمنون بأن التنمية تحتاج لموارد واموال وبشر قادرين على الدفع وهذه كل الروشته المطلوبة ! .
الفقير يحتاج للمال حتى يبدأ بزراعة ارضه المحدودة المساحة .. إذاً يجب أن يقترض للحصول على هذا المال .. ولكن من يقرضه ؟ مستحيل أن تجد بنك يقرض شخص بدون ضمانات .. ولكن هل الفقير يملك ضمانات ؟ اذاً ما الحل ؟ هل يستمر الفقير على فقره وتبور ارضه الزراعية ويموت جوعاً بسبب عدم زراعة تلك الارض ؟ .. النظريات الاقتصادية الحديثه تقول نعم . فلا بنك في العالم يقرض بدون ضمانت ولوجه الله .. يجب أن يكون المقترض على ملائة .. يعني لديه أمول وقادر على سداد القرض وفوائده . لكن هذا الامر تغير في دولة هي من أكثر دول العالم فقراً .. ووجد فيها ذلك البنك الذي يقرض الفقراء والفقراء فقط ! أسسه البروفيسور محمد يونس بمجهوده الذاتي وبفكرته التي لمعت في ذهنه عندما قابل تلك المرأة . وقد يسأل بعضكم ما الذي يضمن أن يسدد الفقير ما عليه من قرض ؟ واجابة ذلك تقوم على فلسفة اقامة البنك . البنك يعتمد على العلاقات الاجتماعية وهي أساس بناءه واستمراره .. فالعلاقات الاجتماعية تكون أقوى في القرى الفقيره أكثر من المدن وفيها يكون الترابط بين أفراد القرية واضحاً للدرجة التي يمكن معها أن يثق أحدهما بالآخر .. وتقوم فكرة البنك على ان ترشح كل قرية ستة افراد منها ليكونوا أعظاء في هذا البنك ! ويكونون مسؤولين عن تسليم القروض وتحصيلها من المستفيدين ، وفي كل سنه ينتخب اعضاء اخرين من أهل القرية ليقوموا بذات المهمة بهذه الطريقه لن يرغب أحد من المقترضين بان يحرج أهل قريته الذين هم أعضاء في البنك في أن لا يسدد ما عليه أو أن يتأخر في السداد لأن ذلك سيتركه في عزلة إجتماعية لا يرغبها أي فرد من افراد القرية . بهذه الطريقة أستغل البنك فكرة العلاقات الاجتماعية باعتبارها أكبر ضامن لسداد القروض . طبعاً القروض الممنوحة من البنك هي قروض بسيطة تتناسب وحالة الفقراء وليس عليها فوائد سوى نسبة بسيطة كمصاريف إدارية فقط . ومن هنا اشتهر بنك جرامين grameen bank( وتعني بالبنغالي مصرف القرية ) وبدأ نجمه يسطع وفي فترة وجيزة أصبح أكبر بنك اقراضي في بنغلادش وتوافرت لديه السيوله بسبب سرعة الدفع واستطاع ان يصنع لنفسه شهرة حتى خارج بنغلادش واصبح مصطلح “ بنك الفقراء “ ماركة مسجلة له ولمؤسسه البروفيسور محمد يونس وبدأت بعض البلدان والمنظمات العالمية تطبق ذات المنهج وبدأنا نسمع ببنوك الفقراء وهي تغزوا اغلب دول العالم الفقيرة والنامية .
(منقول)
.
.
.
ما أحوجنا الى محمد يونس عربي ينظر الى فقراء امته وأحوالهم،،،،ما أحوجنا الى المخلصين من أبناء وطننا العربي والإسلامي الكبييييييييير